منشأة أصفهان النووية الايرانية |
القاهرة: قال مصدر مسؤول في الحكومة المصرية إن اتفاقية تسيير الطائرات مع إيران، المقطوعة علاقتها بمصر منذ نحو 30 عاما، اتفاق "اقتصادي، لا سياسي"، سيقوم به القطاع الخاص، وإن العرض لإيراني بخصوص تقديم مساعدات لاستزراع القمح "يمكن النظر فيه عن طريق المختصين المصريين في الزراعة"، لكن عرض طهران مساعدة القاهرة في بناء البرنامج النووي المصري لتوليد الطاقة "مثير للسخرية"، مشيرا إلى أن الجانب المصري "غير قادر على فهم ما تريده إيران من مصر طوال السنوات الأخيرة".
وكان رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بمصر، السفير مجتبي أماني، عرض في تصريحات صحفية سابقة له مساعدة القاهرة زراعيا نوويا.
وقال مجتبي: "إن إيران لديها خبرة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، ويمكن أن تصدر هذه الخبرة لمصر والبلدان الإسلامية لكي تحقق هي الأخرى اكتفاء ذاتيا من إنتاج القمح".
كما جدد رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بمصر استعداد بلاده لمساعدة القاهرة في بناء برنامجها النووي للأغراض السلمية، وقال إن إيران "أعلنت مرارا أنها مستعدة لتقديم هذه المساعدات للبلدان الإسلامية، من حيث تقديم خبرات ومعلومات والوصول إلى الاستفادة من الطاقة النووية السلمية، لأن إيران ترى أن هذا الموضوع حق لكل شعوب العالم، بدلا من احتكار الدول التي تسمي نفسها بالكبرى لهذه العلوم".
ورد المسئول المصري على العرض "النووي" الإيراني بالقول: "تحقيق مثل هذا التعاون أمر في منتهى الصعوبة.. هل يعقل أن تذهب لواحد عليه حظر، لكي يساعدك؟ يعني هل عندما تريد تكنولوجيا، تذهب للحصول عليها من المكان الموقع عليه حظر تكنولوجي؟ هذا كلام مضحك. فاقد الشيء لا يعطيه".
وأضاف لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، أن موضوع البرنامج النووي موضوع سياسي بشكل كبير، و"مصر تريد أن تطمئن المجتمع الدولي من أجل إنجاح برنامجها، وبالتالي لن تتوجه إلى إيران" في هذا الخصوص.
وبالنسبة لموضوع عرض إيران تقديم تعاون لاستزراع القمح بما يحقق الاكتفاء الزراعي لمصر التي تستورد نسبة كبيرة من القمح من الخارج، قال المصدر: "أعتقد أن التعاون الزراعي في حد ذاته ليس به مشكلات، ويمكن عقد اتفاقات مثل تلك التي جرى التوقيع عليها بالنسبة للطيران"،
وبالنسبة لاتفاقية الطيران التي جرى توقيعها مطلع الشهر الحالي بحضور حميد بقائي نائب الرئيس الإيراني، أثنى المصدر الحكومي على الاتفاقية، قائلا إنها "جانب إيجابي.. يبين لك أننا منفتحون، وأننا يمكن أن نتعاون مع الإيرانيين في مجالات معينة بما يخدم الطرفين".
في السياق، علق مصدر في وزارة الطيران المدني المصرية على اتفاقية الطيران الموقعة بين مصر وإيران، بالقول إن موضوع تسيير طائرات تابعة للدولة ، في إشارة لشركة مصر للطيران، من القاهرة لطهران سابق لأوانه.. "ما لدي من معلومات هو أن موعد تشغيل خط الطيران قد يبدأ في الصيف المقبل عن طريق القطاع الخاص".
مجتبي أماني |
وأشار المصدر إلى وجود مفاوضات بين شركة قطاع خاص يملكها رجل أعمال مصري، "لعقد اتفاق مع الجانب الإيراني لتنظيم رحلات إلى طهران، والعكس"، مشيرا إلى أنه "لم تتقدم أي من الشركات الإيرانية حتى الآن بطلب لتسيير رحلات من طهران للقاهرة".
من ناحية أخرى، قال المصدر: إن مصر تستمع طوال السنوات الأخيرة للمسؤولين الإيرانيين، سواء حين يزرون مصر أو في لقاءات أخرى بالخارج، و"هم يقولون لنا كلاما طيبا: نحن في منطقة واحدة، وتعالوا نحسن الأحوال. لكن حين يعودون لبلادهم، يخرجون علينا بمواقف غريبة.. نحن في الحقيقة غير قادرين على فهم ما يريده الإيرانيون بالضبط. يبدو أن التعامل معهم ليس بتلك السهولة".
وتابع: "في السابق، قبل عدة سنوات، قال لنا الإيرانيون إنهم يريدون تحسين العلاقات، فطلبنا منهم تغيير اسم الميدان الذي يحمل اسم قاتل الرئيس المصري أنور السادات، فقالوا لنا سنغيره، وذهبوا من دون أن يغيروا شيئا.. نحن لا نريد تغيير اسم هذا الميدان لمجرد التغيير. لكن نحن نريد بادرة لحسن النية".
وزاد المصدر الحكومي قائلا: "نحن وإيران لا توجد بيننا علاقات سيئة. حين تنظر لا ترى أي شيء سيئ بيننا.. بالعكس. نحن كنا نفضل دائما أن لا تتعرض إيران لضربة عسكرية، وأن يستمر الحوار بشأن برنامجها النووي، لكن على المستوى الثنائي نحن غير قادرين على فهمهم، أو فهم ما يريدونه من مصر".
ومضى قائلا: إن الإيرانيين، "من ضمن تصرفاتهم غير المفهومة"، "يأتون أيضا للتحرك مع حماس الموجودة قرب الحدود المصرية، وهم يعرفون أن مصر معنية بهذه المنطقة.. وكذلك الأمر بالنسبة للبنان، على الرغم من أن لبنان يمكن أن نقول إن به شيعة، لكن بالنسبة لتدخلهم في مسألة حماس، فهذا أمر غريب بالنسبة لنا.. نحن لا نفهم تصرفاتهم في الحقيقة. ومع ذلك نتمنى أن يكونوا جادين في ما يقولونه لنا".