مائير داجان |
واثار القرار ردود فعل إسرائيلية متفاوتة، ما بين مؤيد ومعارض، ومستغرب ومستهجن. حيث إن دجان بلغ رقما قياسيا عندما تم تمديد فترة عمله عدة مرات ليصل إلى ثماني سنوات خدمة متواصلة، ستصل مع التمديد الجديد إلى نحو تسع سنوات.
وحسبما ذكرت صحيفة "ألشرق الاوسط" اللندنية، جاء هذا القرار مفاجئا ومخالفا لكل التوقعات، إذ إن بريق نجاحات دجان بدأ يبهت منذ أن كشف النقاب عن هويات عدد من منفذي جريمة اغتيال القائد الحماسي، محمود المبحوح، في أحد فنادق دبي في يناير الماضي.
وكانت أكثر من جهة غربية وعربية أشارت بأصبع الاتهام إلى "الموساد" بوصفه منفذ هذه الجريمة. ومع أن أوساطا إسرائيلية كثيرة، خصوصا في محيط أجهزة الأمن، اعتبرت العملية ناجحة، حيث إن "المبحوح قد قتل وهذا هو المهم"، فإن خبراء الأمن يعتبرونها عملية مشبعة بالأخطاء المهنية.
فالكشف عن هويات المنفذين تسبب في أزمات دبلوماسية لإسرائيل مع عدد من الدول التي تم استخدام جوازات سفرها، مثل بريطانيا وأستراليا وألمانيا وغيرها.
وكانت مصادر مقربة من نتنياهو قد عللت تمديد فترة دجان بأسباب موضوعية، تتعلق بانتهاء فترة خدمة كل من رئيس أركان جيش الاحتلال جابي أشكنازي، ورئيس المخابرات العامة "الشاباك يوفال ديسكين، ورئيس المخابرات العسكرية عاموس يدلين، ورئيس جهاز الموساد، مئير دجان. فادعت أن إسرائيل تعيش أوضاعا حساسة للغاية هذه الفترة، تتسم بمفاوضات مع الفلسطينيين تقف على حافة الانفجار وتهديدات إيرانية بالتسلح النووي وتصاعد في قوة تسلح كل من حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان وخطر نشوب حرب أو أي تدهور عسكري، ولا يجوز فيها أن يتم تغيير جميع قادة الأجهزة الأمنية في ظروف حساسة كهذه وفي فترة قصيرة.
المعروف أن نشاط الموساد يعتبر بالغ السرية في إسرائيل. وحسب الكثير من التقديرات، فإن جان تمكن من إخراج الموساد من أزمته الكبيرة وإعادته إلى مقدمة أجهزة المخابرات الخارجية في العالم، وذلك "بفضل العمليات الجريئة التي تنسب إليه في الخارج".
ومن هذه العمليات، وفقا لمصادر أجنبية، تدمير المبنى الذي أقامته كوريا الشمالية وإيران في منطقة دير الزور في سورية ويعتقد الإسرائيليون أنه نواة لمفاعل نووي، واغتيال قائد الجناح العسكري في حزب الله، عماد مغنية، واغتيال اللواء محمد سليمان، مسؤول الملف النووي في القيادة السورية، وسلسلة عمليات ناجحة غير معلنة داخل إيران أو موجهة إلى موضوع التسلح النووي الإيراني.